وفقًا لتقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز، تجري حاليًا مناقشات غير رسمية بين بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، والدول الاسكندنافية حول كيفية إعادة توزيع الأعباء المالية والمهام العسكرية داخل حلف شمال الأطلسي، تحسبًا لاحتمال تخلي الولايات المتحدة عن التزاماتها في ظل رئاسة محتملة لدونالد ترامب. تهدف هذه الترتيبات إلى ضمان انتقال منظم للواجبات التي تضطلع بها واشنطن حاليًا، على أن يُعرض المخطط المقترح على الإدارة الأمريكية قبل انعقاد القمة الدورية للناتو في لاهاي في يونيو القادم.
تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية
تشمل التدابير المتوقعة التزامًا أوروبيًا بإنشاء إمكانيات عسكرية واضحة، مثل تحسين منظومة الاستخبارات المستندة إلى الأقمار الصناعية، وتطوير قدرات النقل الجوي للقوات، إضافةً إلى إقامة درع دفاعي جوي موحد على الحدود الشرقية للحلف، حيث تضطلع الولايات المتحدة بدور محوري حاليًا.
رؤية الاتحاد الأوروبي لمستقبل الأمن والدفاع
وأصدرت المفوضية الأوروبية يوم الجمعة 21 مارس وثيقة استراتيجية حول آفاق الدفاع الأوروبي، تحدد سبل مواجهة التهديدات الأمنية، خصوصًا تلك القادمة من موسكو. كما أعلنت ألمانيا، في ظل حكومتها الائتلافية الحالية، عن تدعيم دفاعاتها الجوية، بما في ذلك رفع عدد بطاريات صواريخ “باتريوت” من تسع إلى سبع عشرة بطارية.
إعادة هيكلة القيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا
أشارت تقارير إعلامية إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية تدرس تقليص وجودها العسكري في أوروبا، بما في ذلك إمكانية التخلي عن منصب القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في القارة (SACEUR)، وهو موقع تحتفظ به الولايات المتحدة منذ 75 عامًا. ويرى خبراء عسكريون أن مثل هذه الخطوة قد تُضعف النفوذ الأمريكي في المنطقة، وتقلّص فرص وصول واشنطن إلى قواعد جوية وبحرية استراتيجية في كل من ألمانيا، إيطاليا، بولندا، وإسبانيا. وحتى اللحظة، لم يُصدر البنتاغون تعليقًا رسميًا حول هذه المسألة.
ماكرون يطرح فكرة الردع النووي الأوروبي
عقب الاجتماع اللافت بين دونالد ترامب، جيمس ديفيد فانس، وفلوديمير زيلينسكي يوم الجمعة 28 فبراير في المكتب البيضاوي، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن استعداده لفتح نقاش حول إنشاء منظومة ردع نووي أوروبية مستقلة.
تشير التصورات الأولية إلى إمكانية نشر مقاتلات رافال المزوّدة بأسلحة نووية على طول الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي، على أن تتولى القوات الجوية الوطنية للدول المعنية مهام الحماية والمرافقة. كما يُحتمل أن تسهم دول الاتحاد الأوروبي في مثل هذه العمليات بعناصر متخصصة في الإنذار المبكر الجوي وإعادة التزود بالوقود في الجو لدعم المهام طويلة المدى.