من المغرب إلى هاشنبورغ: مسيرة هاجر المفتاحي إلى مهنة التمريض
مرت هاجر المفتاحي برحلة استثنائية مليئة بالصعوبات، لكنها تمكنت من تحقيق حلمها بالعمل كممرضة مختصة في ألمانيا. قصتها تُعد مثالاً يحتذى به في الإصرار والمثابرة.
بداية الحلم في المغرب
أنهت هاجر المفتاحي دراستها الثانوية في المغرب عام 2018، وكانت منذ صغرها مولعة بمجال التمريض. كانت تطمح للالتحاق بمعهد عالٍ للتمريض في وطنها، لكن بسبب نقص الأماكن المتاحة، لم تتح لها الفرصة رغم محاولاتها المستمرة. تقول: “كان ذلك محبطًا، لكنني لم أستسلم.” عوضًا عن ذلك، قررت الالتحاق بجامعة فاس لدراسة العلوم الفيزيائية، رغم أن حبها للتمريض ظل يرافقها طوال الوقت.
خلال هذه الفترة، اكتشفت فرصة للتدريب في مجال التمريض في ألمانيا، فقررت السعي وراء تحقيق هذا الحلم، لكن كان عليها أولًا تجاوز تحدٍ رئيسي: إتقان اللغة الألمانية.
رحلة تعلم اللغة والتأهيل
لم تتردد هاجر في التسجيل في معهد لغات بالمغرب وبدأت بتعلم اللغة الألمانية بجدية. ومع انتشار جائحة كورونا وإغلاق المدارس، بحثت عن وسائل بديلة لاستكمال تعلمها. انتقلت إلى إسطنبول، حيث التحقت بأحد فروع المعهد، وهناك تمكنت من اجتياز امتحان اللغة الألمانية بنجاح.
بداية المسار في هاشنبورغ
بعد اجتياز امتحان اللغة، تقدمت في 2021 للحصول على تدريب لدى منظمة كاريتاس، التي كانت قد أوصت بها أصدقاؤها. تقول هاجر: “سمعت الكثير عن كاريتاس، خاصة فيما يتعلق بظروف العمل وفرص النمو المهني. كنت على يقين أن هذا هو المكان المثالي بالنسبة لي.” بعد اجتياز المقابلة الشخصية بنجاح، حصلت على القبول وبدأت إجراءات الحصول على تأشيرة الانتقال إلى ألمانيا.
في نفس العام، وصلت إلى هاشنبورغ وبدأت تدريبها في دار كاريتاس للمسنين – بيت هيلينا. تصف تلك الفترة بقولها: “كانت فترة تدريب مكثفة، لكنها ممتعة للغاية. تعلمت الكثير وكونت علاقات مع أشخاص ملهمين.” بعد ثلاث سنوات من الدراسة والتدريب العملي في رعاية المسنين والمستشفيات، تمكنت من اجتياز امتحان التمريض بنجاح في عام 2024.
تحقيق النجاح رغم التحديات
لم تكن هذه التجربة مجرد مرحلة مهنية، بل كانت أيضًا رحلة ثقافية. تقول هاجر: “تعرفت على ثقافات وعادات جديدة، وقد أثر ذلك في شخصيتي بشكل كبير.” وعلى الرغم من أن ابتعادها عن عائلتها لم يكن أمرًا سهلاً، فإن عائلتها دعمتها في كل خطوة من خطواتها.
اليوم، تبلغ هاجر المفتاحي 24 عامًا، وتعمل كممرضة معتمدة في بيت هيلينا، حيث تساهم في تدريب الموظفين الجدد وتبادل خبراتها معهم. يراها زملاؤها ومديروها نموذجًا للالتزام والطموح، ويؤكدون أن قصتها تجسد قوة الإرادة والثقة بالنفس.
مستقبل واعد وطموح بلا حدود
هاجر لا تنوي التوقف هنا، بل تطمح لتطوير مسيرتها المهنية. تقول: “أفكر في متابعة دراسة تخصصية لأصبح مشرفة تدريب عملي في مجال التمريض.”
قصة هاجر المفتاحي تُعد مصدر إلهام للعديد من الشابات اللواتي يسعين لتحقيق أحلامهن. فرحلة النجاح مليئة بالعقبات، ولكن بالإصرار والعزيمة، يمكن تخطيها والوصول إلى الأهداف المنشودة.